علم من اعلام القانون الدكتور تامر محمد سليمان الدمياطي بقلم الدكتور مصطفى محمود

الشيخ مخلوف أبواليزيد صبره 

الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً فإن من أفضل مواسم الطاعات والعبادات لله سبحانه وتعالى، الإعتصام والتكاتف والتراحم فيما بيننا وإظهار الحب والمودة للجميع، وهذا ما أيده الإسلام الحنيف، وسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم، وأمر الله تعالى ، فقد قال تعالى ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ) سورة الحشر- آية (9) فقد بين الله تعالى مدى الحب والمؤاثره على النفس وإظهار المودة والألفة للأنصار مع إخوانهم المهاجرين، وقال تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن یَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادࣰا یُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَشَدُّ حُبࣰّا لِّلَّهِۗ وَلَوۡ یَرَى ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِذۡ یَرَوۡنَ ٱلۡعَذَابَ أَنَّ ٱلۡقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِیعࣰا وَأَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعَذَابِ } [سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٦٥] .

وقال تعالى: { قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ } [سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٣١] ولذلك فإن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بعد الهجرة أول شيئ ركز عليه بعد بناء المسجد. 

أنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا----- آخى بين المهاجرين والأنصار وأول من آخى بين عبد الرحمن بن عوف وهو من المهاجرين وسعد بن الربيع وهو من الأنصار، فيقول الأنصاري لأخيه المهاجر هذا مالي بينى وبينك، أي حب هذا الذي علمه إياهم حبيبهم المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

ولذلك فقد جاءت سنة الحبيب صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا و تبين لنا قدر وأفضلية الحب في الله تعالى، ففى حديث سيدنا أنس رضي الله عنه ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار وفي رواية : ( من أن يرجع يهوديا أو نصرانيا ) ، هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام .. متفق عليه.

أيضا نجد أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يبين لنا أن الحب في الله تعالى وإظهار المودة والألفة للجميع خصله من الخصال التى تجعل العبد فى ظل عرش الرحمن يوم القيامه ففى حديث أبى هريرة رضي الله عنه:

عن النبي ﷺ يقول ﷺ: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ...»

متفق عليه

وعنه رضي الله عنه:

حديث أبي هريرة  قال: قال رسول الله ﷺ: إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي، رواه مسلم.

بل إن حب الخير للجميع، والحب في الله به يكتمل إيمان العبد الذي هو سبب دخولك الجنه، فلا يكتمل إيمان العبد دون أن يحب الخير للجميع وأن يكون حبه له لأجل رضي ربه سبحانه وتعالى.

ففى حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم والذي يرويه لنا سيدنا أبو هريرة رضي الله تعالى عنه؛

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا : لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم

فاللهم إنا نسألك أن لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا، واجعل المصريين متحابين مترابطين وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين اجمعين وسلم تسليما كثيراً اللهم صل علي سيدنا محمد🌿 بدر التمام 🌿ومصباح الظلام🌿 ومفتاح دار السلام🌿 وشمس دين الإسلام🌿 صلى الله عليه🌿 في الاولين 🌿 وصلى الله عليه🌿 في الآخرين 🌿 وصلى الله عليه 🌿 في الملأ الأعلى الي يوم الدين🌿