علم من اعلام القانون الدكتور تامر محمد سليمان الدمياطي بقلم الدكتور مصطفى محمود

 دكتور مصطفى محمود

تعد منطقة عيون موسى في رأس سدر بمحافظة جنوب سيناء من المواقع التاريخية والدينية البارزة في مصر وتحمل في طياتها مقومات طبيعية وسياحية تجعلها مؤهلة بقوة لتكون وجهة عالمية للسياحة الدينية والبيئية والعلاجية----- وقد ورد ذكر عيون موسى في القرآن الكريم في مواطن كثيرة ومنها قوله تعالى: { وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَیۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ } سُورَةُ البَقَرَةِ الآية الكريمة رقم ٦٠ وقال تعالى: { وَقَطَّعۡنَـٰهُمُ ٱثۡنَتَیۡ عَشۡرَةَ أَسۡبَاطًا أُمَمࣰاۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ إِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰهُ قَوۡمُهُۥۤ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنۢبَجَسَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَیۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسࣲ مَّشۡرَبَهُمۡۚ وَظَلَّلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلۡغَمَـٰمَ وَأَنزَلۡنَا عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُوا۟ مِن طَیِّبَـٰتِ مَا رَزَقۡنَـٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ یَظۡلِمُونَ } سُورَةُ الأَعۡرَافِ الآية الكريمة رقم ١٦٠ وذلك مما يضفي على المنطقة قدسية ومكانة عالية.

وكذلك من المقومات التي تجعل عيون موسى موقعا مثاليا للمنتجعات السياحية.

الموقع الجغرافي المتميز فتقع عيون موسى على بعد قرابة 35 كم جنوب نفق الشهيد أحمد حمدي مما يجعلها قريبة من القاهرة ويسهل الوصول إليها عبر الطرق الحديثة وهو عامل مهم في جذب السياح المحليين والدوليين.

وكذلك القيمة الدينية والتاريخية فتمثل المنطقة المكان الذي سار فيه رسول الله موسى عليه السلام وبني إسرائيل بعد عبور البحر وهي قصة مذكورة في القرآن الكريم مما يجعلها وجهة للسياحة الدينية.

وكذلك يوجد عيون كبريتية ذات الفوائد الصحية والعلاجية ما يفتح الباب أمام إنشاء منتجعات صحية وعلاجية متخصصة في السياحة العلاجية وتتميز رأس سدر بطقسها المعتدل طوال العام وشواطئها الهادئة المطلة على خليج السويس مما يجعلها مكانا مثاليًا للاستجمام والأنشطة البحرية .

فإقامة مشروع منتجع سياحي متكامل يمكن أن يسهم في زيادة فرص عمل لسكان المنطقة وتنشيط الحركة الاقتصادية بها وجذب استثمارات محلية وأجنبية خصوصا في ظل الاهتمام الحكومي المتزايد بتطوير السياحة .

فبناء منتجع سياحي بيئي يحافظ على الطابع التاريخي للمكان.

وتخصيص جزء من المنتجع ليكون مركزا للزوار يروي القصة التاريخية والدينية للمنطقة .

وانشاء مراكز علاجية تعتمد على العيون الكبريتية .

وتنظيم رحلات سياحية إلى المواقع الأثرية القريبة مثل سور التيه ووادى فيران ودير سانت كاترين .

وتطوير البنية التحتية والخدمات السياحية لتناسب الزوار من مختلف الجنسيات .

ويعد إنشاء منتجع سياحي في منطقة عيون موسى ليس مجرد استثمار اقتصادي فهو يربط الماضي بالحاضر.

 ويعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية فريدة على خريطة العالم وبحق  ولذلك فإن المشروع يحمل بين طياته بعدا حضاريا وتنمويا يستحق الدعم والتخطيط الجيد.