علم من اعلام القانون الدكتور تامر محمد سليمان الدمياطي بقلم الدكتور مصطفى محمود

 الدكتور مصطفى محمود

الإرهاب لا يولد فجأة بل هو نتيجة تراكمات فكرية واجتماعية واقتصادية وثقافية تجد في بيئات معينة ظروفا خصبة للنمو والتمدد فالقاعدة الجوهرية في مكافحة الإرهاب أن نبدأ بالفكر فمعظم التنظيمات الإرهابية تعتمد على تأويلات محرفة لنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة فتستغل جهل شباب وضعف وعيهم لتجنيدهم وهنا تأتي أهمية الخطاب الديني المعتدل الذي يوضح للناس أن الإسلام دين سلام لا إرهاب وأنه بريء من كل دم يسفك بغير حق وقد قال تعالي ( وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا ) سُورَةُ النِّسَاءِ الأية الكريمة رقم ٩٣

فإن الأزهر الشريف يجب أن تكون في صدارة المواجهة ليس بالوعظ وحده بل بتجديد الخطاب الديني وذلك يعني مراجعة كل الموروثات التي يتم تدريسها في جامعة الازهر فما يتفق مع الكتاب والسنة المطهرة يتم تدريسه والعمل به وكل ما يخالف الكتاب والسنة المطهرة يجب حذفه وعدم العمل به فيجب مراجعة مناهج التعليم وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي رسخها دعاة الغلو والتكفير.

فالحديث الشريف ( إذا كَفَّرَ الرَّجُلُ أخاهُ فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما ) رواه عبدالله بن عمر في صحيح مسلم (٦٠) ويجب تدريس ذلك في المدارس كلها منذ الابتدائية وترسيخ ذلك في عقول الأجيال الناشئة سواء كانت الأزهر او التربية والتعليم ومدارس اللغات كذلك لفهمهم الدين الصحيح وحرمة القتل بغير حق.

وأن تدرج مادة التربية الدينية في المجموع لاهتمام الطلاب بها ويجب على زيادة المشاريع القومية لتشغيل الشباب وتعيينهم حتي يجد الشباب فرصة عمل كريمة ومن أمثلة ذلك تعيين كل خريجي كلية الزراعة في وزارة الزراعة وعمل مشروع قومي لهم في الأرض الفضاء في محافظة الوادي الجديد ويها آلاف كيلو مترات غير مستغلة وبها مياه جوفية علي أن تقوم الدولة ببناء سكن لهم وتمليك هذه الأرض لهم شرط زراعتها ما يفيد مثل القمح والقطن ومد خطوط المواصلات لها ويشترط حظر بيع هذه الأرض علي الأقل عشرون عاما و يتم زراعتها والإقامة بها .

ومن أمثلة ذلك مشروع قومي تدوير القمامة فيكون مصنع تجميع القمامة في كل محافظة ويتم تدويرها واستخراج الكهرباء منها .

وكذلك لا بد من إعلام يعالج قضية الإرهاب بموضوعية وينقل للناس صورة الدين الصحيح ويبرز النماذج المشرفة التي توضح للناس الإسلام بصورته الصحيحة المنافية للإرهاب وتبرأ منه .

وكذلك وزارة الثقافة لها دورا مهما في بناء وعي الناس وتحصين الشباب من الانجراف نحو الإرهاب والأعمال الدرامية مثل الأفلام والمسلسلات لأنها تدخل كل بيت وتوضح لهم صورة الدين الصحيح مثل عمل مسلسل تليفزيوني عن تحديات الإرهاب ويبرز كيفية الوقاية من الإرهاب وطرق علاجه.

 ولا يمنع من وضع افيهات كوميدية تجذب الجمهور شرط كوميديا موقف دون اسفاف .


إن اقتلاع الإرهاب من جذوره لا يكون بقطع أغصانه، بل باقتلاع التربة الفاسدة التي تغذيه. وهذا يتطلب تكاتف الدولة بكل مؤسساتها الأزهر والتعليم والثقافة والإعلام والتنمية المحلية والأمن والقضاء ومعلوم دور القضاء في ذلك سرعة الفصل في قضايا الإرهاب وتنفيذها علانية ليكون ردعا لكل من تسول له نفسه السير في طريق الإرهاب.

 كما يتطلب من كل مواطن أن يكون جزءًا من الحل  فمن يلاحظ اي بؤر ارهابية يجب عليه أن يبلغ عنها الجهات الرسمية في الدولة للتمكن من القبض عليهم ومحاكمتهم وبذلك يسقط الإرهاب في مستنقع العزلة وتجف منابعه  حفظ الله مصر وأهلها يارب آمين .. فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين.