![]() |
أ/ ايمان قنديل اخصائية نفسية |
في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم لتوفير بيئة تعليمية عادلة ومرنة، تُفاجئنا وزارة التربية والتعليم المصرية بقرارات تُهدد مستقبل آلاف الطلاب في نظام الـIGCSE، بل وتُشعل نيران الغضب في قلوب أولياء الأمور الذين اختاروا هذا المسار طمعًا في جودة تعليمية وحياة جامعية أفضل.
لكن، يبدو أن الشهادة الدولية في مصر باتت “تذكرة عذاب” لا “جواز عبور” كما كانوا يظنون!
🔥 القرار الصادم: عبء إضافي بلا فائدة تربوية
في خطوة أقل ما يُقال عنها إنها مرتجلة وغير مدروسة، أصدرت الوزارة قرارًا مفاجئًا بضم مادتي اللغة العربية والتاريخ إلى المجموع الكلي لطلاب الشهادات الأجنبية بنسبة 10% لكل مادة.
هل يبدو هذا منطقيًا؟
● الطلاب بالفعل يدرسون مناهج صعبة ومعترف بها عالميًا.
● النظام بأكمله يعتمد على تقييمات مختلفة عن النظام المصري.
● التنسيق الجامعي يُخصص لهم نسبة 5% فقط – ومع ذلك يُطالبون بالتفوق الساحق على طلاب يدرسون في بيئة أقل ضغطًا!
فهل أصبحت الشهادات الدولية عبئًا لا ميزة؟
💥 أولياء الأمور في وجه العاصفة
تخيل أن تكون قد أنفقت آلاف الجنيهات – وربما الدولارات – على تعليم ابنك في نظام دولي، فقط لتكتشف في النهاية:
● أن شهادته معرضة للإلغاء.
● أن تنسيقه الجامعي مجهول المصير.
● أن قرارًا وزاريًا “يُفصّل على مقاس البيروقراطية” سيهدم مستقبله خلال ساعات!
رد الفعل؟ غضب هستيري، شكاوى جماعية، دعاوى قضائية، وحملات على مواقع التواصل.
وبكل بساطة، الدولة تُصرّ أن هذا القرار “عادل ومنصف”.!
💣 الكيل فاض… لماذا هذا العبث؟
نحن لا نعارض تعليم اللغة العربية أو التاريخ، بل نؤمن بضرورة تعزيز الهوية الوطنية. لكن:
• لماذا لم يتم تأهيل الطلاب لهذه المواد مسبقًا؟
• لماذا لم تُطبق القواعد بالتدرج أو تبدأ من دفعة جديدة؟
• لماذا لم يشمل القرار جميع الشهادات الدولية الأخرى؟ أليست هذه تمييزًا تعليميًا؟
إنه إخفاق إداري وتعليمي صريح يُفقد المواطن الثقة في العدالة، ويُرعب كل أسرة قررت استثمار تعليم أبنائها في نظم عالمية.
🧠 كيف نواجه هذه الفوضى؟ حلول عملية
🎯 أولًا: للحكومة وصنّاع القرار
1. إلغاء القرار بأثر فوري أو تأجيل تطبيقه لدفعات لاحقة.
2. مشاركة أولياء الأمور في أي تغييرات تخص نظام التعليم الدولي.
3. تحديد نسبة عادلة للتنسيق الجامعي للشهادات الأجنبية.
4. توفير مسارات بديلة للتقديم الجامعي بشكل لا يُضر بمستقبل الطالب.
⸻
👪 ثانيًا: لأولياء الأمور – كيف تحاربون دون أن تنهاروا؟
1. اتحاد صوتكم في كيان قانوني منظم: مثل “رابطة أولياء أمور IG في مصر”.
2. التحرك القانوني الجماعي المنظم: ارفعوا دعاوى قضائية موحدة.
3. البحث عن فرص جامعية خارجية: للتقليل من التعلق بالتنسيق المحلي.
4. الضغط الإعلامي منظم ومدروس: استخدموا الصحافة ومواقع التواصل لإيصال الصوت.
📚 ثالثًا: للطلاب – لا تيأس… قاتل حتى آخر فرصة
1. تعامل بذكاء مع الظروف الجديدة… لا تستهلك طاقتك في الغضب فقط.
2. استعد للمواد الجديدة تدريجيًا، وخذ دروسًا خفيفة وذكية بدون ضغط.
3. فكر في بدائل خارج مصر إن كانت الإمكانيات تسمح، فمستقبلك لا يجب أن يُقيَّد بنظام محلي متخبط.
4. شارك في التوعية والمطالبات السلمية مع زملائك، فصوت الطالب أقوى مما تتخيل.
🧨 كلمة أخيرة: التعليم ليس ساحة تجارب
كفى عبثًا بمصائر الطلاب!
التعليم ليس منصة للتجريب، ولا مجالًا لتصفية الحسابات الإدارية أو السياسية. إذا أردنا النهوض بالتعليم فعلًا، فلنبدأ من العدل لا الضغط، من الشفافية لا المباغتة، من احترام العقول لا إذلالها.
كل بيت في مصر يستحق أن يطمئن على مستقبل أبنائه، لا أن يعيش قلقًا دائمًا من قرارات “مباغتة” تطيح بكل ما بناه طوال سنين
تعليقات
إرسال تعليق