![]() |
دكتور مصطفى محمود |
ليست الأيام عند الله سواء فهناك أيام تنبض بالذكرى وتحمل في طياتها رسالة ومن أعظم هذه الأيام يوم عاشوراء الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون حين شق لهم البحر فأصبح البحر طريقا والماء جدارا ونجاة لمن آمن وصبر.
لم يكن البحر وحده المعجزة بل كانت كذلك المعجزة في الإيمان الذي لا يتزعزع أمام الطغيان وفي العزم الذي لا يلين أمام الخوف.
إن عاشوراء ليس مجرد ذكرى نجاة موسى وقومه بل هو كذلك ذكرى يوم انتصار الحق على الباطل وانكسار الظلم أمام نور اليقين.
ولهذا صامه النبي الكريم سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم شكرا لله عز وجل وقد قال رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم حينما قَدِمَ المَدِينَةَ المنورة واليَهُودُ كانت تَصُومُ عاشُوراءَ، فَقالوا: هذا يَوْمٌ ظَهَرَ فيه مُوسى على فِرْعَوْنَ، فَقالَ رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم لأصْحابِهِ ( أنتُمْ أحَقُّ بمُوسى منهمْ فَصُومُوا ) صحيح البخاري (٤٦٨٠) .
فجعل صيامه سنّة وعبادة بل وأوصى بصيام يوم قبله أو بعده مخالفةً لليهود وقد استشهد سيدنا الحسين رضي الله عنه وارضاه سبط رسول الله صل الله عليه وآله وصحبه وسلم في يوم عاشوراء وهو وسيدنا الحسن رضي الله عنهما وارضاهما سيدا شباب أهل الجنة .
ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن صيام عاشوراء : ( يكفر السنة الماضية ) اي يكفر ذنوب السنة الماضية او كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .
فهذه الأيام المباركة فرصة لأن يجدد الإنسان عهده مع الله مع الله عز وجل ويتوب إليه وقد قال تعالي: (وَتُوبُوۤا۟ إِلَى ٱللَّهِ جَمِیعًا أَیُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ )
من [سُورَةُ النُّورِ: ٣١]
من [سُورَةُ النُّورِ: ٣١]
تعليقات
إرسال تعليق