الطفل والتكنولوجيا بين الذكاء المصطنع والتأخر الحقيقي بقلم / خلود امير الخولي
في السنوات الأخيرة أصبحت الأجهزة الذكية جزء من يوميات الأطفال، فأصبح الطفل لا يهدأ إلا أمام شاشة ، وبينما تظن بعض الأمهات أن هذا السلوك علامة على الذكاء أو التطور وتغفل عن أضرار هذه التكنولوجيا في مرحلة الطفولة المبكرة.
الإفراط في استخدام الشاشات لدى الأطفال، خصوصًا في السنوات الأولى من العمر، يرتبط بتأخر النطق، وضعف المهارات الاجتماعية، بل وقد يصل الأمر إلى ظهور أعراض من طيف التوحد نتيجة الانعزال وفقدان التفاعل الإنساني.
وتشمل الاضرار الجوانب الجسدية أيضًا، مثل ضعف النظر، وقلة النشاط البدني، واضطرابات النوم الناتجة عن التعرض المفرط للإضاءة الصناعية.
ولأن كثيرًا من الأمهات لا ينتبهن إلى هذه المشكلة ولا تستطيع الأم التفريق بين الذكاء المصطنع والذكاء الحقيقي يصبح الوعي المبكر مهم جدًا.
كيف يمكن للوالدين التفرقة بين الذكاء المصطنع المكتسب والذكاء الحقيقي ؟
أولاً: الذكاء المصطنع: يتعامل الطفل بسرعه وأداء سريع علي الموبايل ويفهم الأهل من ذالك ان الطفل ذكي لكنه يتعامل مع الموبايل او التابلت بذكاء ولكن ليس مع الناس ويظهر ذالك عند التعبير عن مشاعره او حوار مع الآخرين
كيف يمكنك الملاحظة؟
تطلب الأم من الطفل أن يُحضر شيء ما ولكن بدون مساعده ، أو في التجمعات سواء العائلية او وجوده في الروضة هل يتواصل مع الاطفال ويلعب ولا منعزل.
علاج ذلك : تقليل وقت الموبايل ، التفاعل الاجتماعي الجيد ، العاب تنمي المهارات العقلية.
ثانيًا: الذكاء الحقيقي : نمو طبيعي من التقليد للفهم للكلام ومن خلال اللعب والاستكشاف تتطور القدرات العقلية لدى الطفل ، يتحدث اللغة بفهم وليس مجرد ترديد الكلام ، يتفاعل اجتماعيًا حيث يسأل ويشارك ، يحب اللعب مع الاطفال ويشاركهم في حل المشكلات المناسبة لسنه.
التأخر الحقيقي: عدم القدرة علي اكتساب المهارات التي تناسب عمر الطفل الزمني ويظهر في التأخر في النطق ، التأخر المعرفي الإدراكي ، التأخر الاجتماعي ، التأخر الحركي.
من الاسباب التي تؤدي للتأخر الحقيقي
قبل الحمل: زواج الأقارب ، وجود تاريخ مرضي عائلي ، خلل جيني (متلازمة داون)،...
أثناء الحمل: سوء تغذية الأم ، وتعرض الأم للكحول والتدخين،...
أثناء الولادة: نقص الاكسجين أثناء الولادة ، انخفاض وزن الطفل والولادة المبكرة جداً،...
ماهي مظاهر التأخر النمائى عند الطفل؟
-تأخر حركي: يتأخر في الحبو والمشي مقارنة بالأطفال في نفس العمر.
-تأخر في النطق: لا يقول ( بابا – ماما ) بعد عمر سنه ولا يستطيع تكوين جمل بعد سنتين.
-تأخر معرفي ادراكي: صعوبة في الفهم لا يفرق بين الاشكال والألوان.
-ضعف انتباه وصعوبة في اللعب: يتشتت بسهوله يلعب بطريقة غير طبيعية ولا يحب اللعب مع الاطفال.
وجود عرض واحد ليس من الضروري أن يكون الطفل عنده تأخر ولكن لو العرض مستمر مع الوقت.
اللغة والكلام فإن الطفل يتعلم من خلال الأفراد حوله ونبرة الصوت والتواصل البصري والقصص المصورة والمسموعة والرسم ولذالك فإن الإفراط في استخدام الشاشات يؤدي لتأخر النطق لذالك يفضل بُعد الطفل خصوصًا دون سن السنتين عن الشاشات.
حوار بين الأم وطفلها ( حيث يلعب الطفل علي الأجهزة الالكترونية لفترة طويلة )
الأم : تقلل من استخدام الطفل الموبايل
الطفل : يصرخ ولا يهدأ إلا إذا أخذ الموبايل مرة اخري ويبدأ يسأل ماما 'ليه اخدتي الموبايل انا بلعب عليه'
الحل ايه في هذا الموقف ؟
علي حسب عمر الطفل اذا كان من 2-5 سنوات ويجلس أمام الشاشات أكثر من ساعه في اليوم تبدأ الأم تلفت انتباه طفلها لألعاب اكثر متعه وتسليه وبألوان يحبها الطفل وقصص مسموعة تنمي الخيال واللعب في الطبيعة ويري كل الاشياء من حولة وتعزيز العلاقات الاجتماعية من خلال الزيارات العائلية والروضه
وطبعًا "لا يمكن ابعاد الطفل عن الهاتف المحمول في حين أن الأم تقضي معظم وقتها عليه أمامه"
تمام وماذا لو عمر الطفل من 6 سنوات او اكثر؟
اكثر من ساعتين في اليوم تبدأ الأم بوضع جدول مهام اليوم كامل ولا تزيد مدة استخدام الأجهزة الإلكترونية أكثر من ساعتين في اليوم وتساعده الأم في ذالك حتى تشجعه.
"وشرط أساسي الأم يجب ان تشجع الطفل علي ذالك وتبتعد أيضًا عن الشاشات أمامهم."
إن التكنولوجيا في حد ذاتها ليست عدوًا، لكن ترك الطفل فيها دون رقابة، هو الخطر الحقيقي الذي يهدد طفولته ونموه الطبيعي.
فترة الطفولة لازم الطفل يتحرك ويتعلم ويكون صداقات ويكتشف البيئة من حوله بنفسه ، فاستخدام الشاشات يحد من هذه الخبرات الحسيه لأنها تمنعه من اللمس او الاستكشاف فعليًا وتأثيره سلبي علي النمو المعرفي والجسدي.
نصائح للتوازن بين استخدام التكنولوجيا ومتابعة نمو الطفل بشكل سليم
1-تحديد للطفل جدول مهام
2-تحديد وقت محدد لإستخدام التكنولوجيا
3-مساعدة الطفل في اختيار محتوي مفيد يؤثر فيه ويعزز عند الطفل مهارات التفكير والإبداع
4-اسأل الطفل أسئلة من خلال اللعبة واقلل استخدام الموبايل أمامه
5-تخصص وقت للدراسة والتعلم ووقت فراغ نتواصل فيه مع بعض ووقت أكل محدد
(أنشطه وألعاب بديلة عن الشاشات وتساعد في تنمية قدرات ومهارات الطفل)
-اللعب بالبازل ، يعمل علي التآزر البصري الحركي لذالك يساعد علي التركيز والإنتباه والتمييز البصري
بين الاشكال
-اللعب بالصلصال والطين ، ينمي عضلات اليد الدقيقة ومفيد للنمو الحسي
-الرسم والتلوين ، يعبر عن مشاعر الطفل ومعرفة الألوان وينمي التآزر البصري الحركي
-اللعب بالكروت المتشابهة ، تقوي التركيز والإنتباه وتطور الذاكرة البصرية
-اللعب التخيلي ، يعزز المهارات الاجتماعية ويطور اللغة والحوار
-الألعاب الحركية ، تعمل علي تفريغ طاقة الطفل وتقليل العصبية و وتساعد في التوازن واللياقة
-العاب الدمى والعرائس ، تنمي اللغة والتواصل تساعد في التعبير عن المشاعر
-الأغاني مع الحركات ، تنمي المهارات اللغوية والحركية معًا
وفي النهاية يجب علي الوالدين فهم أن الذكاء المصطنع الناتج عن استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية لا يُعد مقياس حقيقي للنمو العقلي ، والتأخر الحقيقي يجب متابعته لأن تجاهله يؤدي إلي التأخر في التدخل والعلاج ، والاعتماد علي التفاعل الاجتماعي وليس التكنولوجي فقط يجعل الطفل متوازن.
تعليقات
إرسال تعليق