![]() |
الشيخ مخلوف أبواليزيد صبره احد علماء الأزهر الشريف |
الصلاة هي الصلة بين العبد وبين ربه ، فمن أقام الصلاة ،وداوم على الصلاة ، وأداها في أوقاتها ، فقد حافظ على صلته بربه عز وجل، ومن أداها في جماعة، فقد قوى صلته بربه ، ومن جملها بصفة الخشوع والخضوع ، فقد زينها وجملها بنوافلهاوسننها فقد وصل بهذه الصلة إلى درجة أعظم ، وهي محبة الله تعالى ، حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الجليل (لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه) او كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما بلغ عن رب العزة .
ما اجملها من صلة وما اجملها من مكانة وما افضلها من درجة وهي درجة محبةالله تعالى لعبده -- وهذا من رحمة الله تعالى -- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: فَرَضَ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِي خَمْسِينَ صَلَاةً، فَرَجَعْتُ بِذَلِكَ، حَتَّى آتِيَ عَلَى مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: مَاذَا افْتَرَضَ رَبُّكَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قُلْتُ: فَرَضَ عَلَيَّ خَمْسِينَ صَلَاةً، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَوَضَعَ عَنِّي شَطْرَهَا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَرَاجَعْتُ رَبِّي، فَقَالَ: هِيَ خَمْسٌ وَهِيَ خَمْسُونَ، لَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ، فَقُلْتُ: قَدِ اسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَبِّي او كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
ولأهمية الصلاة ومكانتها عند الله فهي اكثر الفرائض ذكرا في القران الكريم فقد تكررت مائة مرة في القرآن الكريم منها على على سبيل المثال قوله تعالى ( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) وقال تعالى (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) وقال تعالى (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) وقال تعالى (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ) وقال تعالى (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) وقال تعالى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ) وقال تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) وقال تعالى (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وقال تعالى (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
والصلاة هي الفريضة الوحيدة التي لا تسقط ابدا فيؤديها على قدر استطاعته بخلاف الصوم فله ان يفطر في رمضان اذا كان مريضا او على سفر على ان يعيد في ايام اخر او يطعم صائم اذا كان مرضه مزمنا والزكاة قد تسقط عن العبد اذا لم تبلغ النصاب والحج قد يسقط اذا لم تتوفر فيه الاستطاعة البدنية والمالية ولكن الصلاة لا تسقط عن العبد ابدا فعلى حسب استطاعته يصلي قائما اوجالسا اومضطجعا ، ويأمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ( علموا أولادكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع) او كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ( وجعلت قرة عيني في الصلاة ) وكما في الحديث الشريف (الصلاة عماد الدين فمن اقامها فقد اقام الدين ومن هدمها فقد هدم الدين ) او كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والصلاة اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله.
ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من تركها ، ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر، وعن جابر بن عبدالله الأنصاري وعن أبيه عن النبي ﷺ أنه قال: بين الرجل، وبين الكفر والشرك ترك الصلاة أخرجه مسلم في صحيحه من حديث جابر رضي الله عنه
وان فصل العلماء على قول النبي صلى الله عليه وسلم فمن تركها فقد كفر بين تركه جحودا لها او تكاسلا عنها فقالوا من تركها فقد كفر اذا كان جاحدا اي منكرا لفريضة الصلاة ومن تركها تكاسلا فهو فاسق
ولذلك عندما طعن سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه عمر بن الخطاب من الليلة التي طعن فيها ، فأيقظ عمر لصلاة الصبح ، فقال عمر : نعم ولا حظ في الإسلام لمن ترك
ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع صحابته فيقول سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه فنزل عليه الوحي فسمعنا الوحي في وجهه كدوي النحل فلما انصرف عنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه وقال ( اللهم زدنا ولا تنقصنا واكرمنا ولا تهنا وكن لنا ولا تكن علينا قلنا خيرا يا رسول الله قال لقد نزل علي الان إحدى عشرة آيه فوالله الذي نفسي بيده من عمل بهن كان حقا على الله تعالى ان يدخله الفردوس الاعلى واخذ يقرا النبي صلى الله عليه وسلم من اول سورة المؤمنون (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ لأِمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ *أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *}
فأول صفة بدا بها الصلاه الذين هم في صلاتهم خاشعون ، وختم الصفات بالصلاة فقال، (والذين هم على صلواتهم يحافظون) حيث أمرنا في الآيه الكريمة الأولى بالخشوع في الصلاة وأمرنا في الصفة الأخيرة بالمحافظة على الصلاة واداؤها في اوقاتها وافرد الصلاة في الآيه الكريمة الأولى الذين هم في صلاتهم بصيغة الإفراد وجمعها في الآية الأخيرة والذين هم على صلواتهم بصيغة الجمع ليعلمك ان الصلاة جزء لا يتجزا فمن ترك صلاة واحدة متعمدا كمن ترك الصلاه كلها.
و يأمر ربنا سبحانه وتعالى المؤمنين وهم في ميدان الحرب والعدو يتربص بهم الدوائر بأن لا يتركوا الصلاة وان يصلوا جماعات جماعات خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقول ربنا سبحانه وتعالى (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا} -- فالام فى كلمة فلتقم ، تفيد الأمر ، وأصل الأمر الوجوب ،وكما حذر ربنا سبحانه وتعالى من التهاون في الصلاة فقال سبحانه وتعالى (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ) قال ابن عباس وغيره يعني المنافقين ، الذين يصلون في العلانية ولا يصلون في السر
ولهذا قال : ( للمصلين ) أي : الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ، ثم هم عنها ساهون ، إما عن فعلها بالكلية ، كما قاله ابن عباس ، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا ، فيخرجها عن وقتها بالكلية ، كما قاله مسروق وأبو الضحى فالأمر جلل عظيم كما قال ربنا سبحانه وتعالى (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ).
ويقول العلماء ليس معنى اضاعوها تركوها بالكلية وانما اخروها عن اوقاتها.
ولذلك فالصلاة هي حديث بين العبد وربه يأنس العبد بربه فمن اراد ان يكلم ربه فليدخل الصلاة ومن اراد ان يكلمه ربه فليقرا القرآن الكريم لأنه كلام الله رب العالمين.
ولهذا قال : ( للمصلين ) أي : الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها ، ثم هم عنها ساهون ، إما عن فعلها بالكلية ، كما قاله ابن عباس ، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا ، فيخرجها عن وقتها بالكلية ، كما قاله مسروق وأبو الضحى فالأمر جلل عظيم كما قال ربنا سبحانه وتعالى (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ).
ويقول العلماء ليس معنى اضاعوها تركوها بالكلية وانما اخروها عن اوقاتها.
ولذلك فالصلاة هي حديث بين العبد وربه يأنس العبد بربه فمن اراد ان يكلم ربه فليدخل الصلاة ومن اراد ان يكلمه ربه فليقرا القرآن الكريم لأنه كلام الله رب العالمين.
فاللهم اجعلنا من المقيمين للصلاة ومن ذرياتنا على الوجه الذي يرضيك عنا يا رب العالمين.
تعليقات
إرسال تعليق