![]() |
الشيخ مصطفى على راقي ومفسر احلام |
الرؤيا من الظواهر التي شغلت الإنسان عبر العصور، لما تحمله من رموز ودلالات قد تنبهه إلى أمور خفية في حياته. من بين هذه الأمور، قدرة الرؤى على الإشارة إلى مشكلات صحية أو روحانية قد يكون الإنسان غافلًا عنها.
على المستوى العضوي، قد تكون الرؤيا وسيلة تنبيه مبكرة لاضطرابات جسدية لم تظهر أعراضها بوضوح بعد. على سبيل المثال، قد يرى الإنسان في منامه رموزًا أو مشاهد تشير إلى ألم أو ضعف في عضو معين، كأن يرى شيئًا يضغط على منطقة في جسده أو يشعر بإحساس غير مريح أثناء الحلم. مثل هذه الرؤى تدفع الشخص أحيانًا إلى إجراء فحوص طبية، وقد يتبين وجود مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.
أما على المستوى الروحاني، فقد ترتبط بعض الرؤى بأمور مثل الحسد، السحر، أو المس. يظهر ذلك من خلال رموز شائعة مثل رؤية الثعابين، العقد، أو مظاهر غريبة تدعو للقلق. هذه الرؤى قد تكون دعوة للإنسان للجوء إلى الرقية الشرعية، وهي وسيلة علاجية مأخوذة من السنة النبوية تسهم في إزالة التأثيرات السلبية الروحانية وتعزيز الطمأنينة.
مع ذلك، ينبغي التذكير بأن الرؤيا ليست وسيلة تشخيص قطعية سواء للأمراض العضوية أو الروحانية. هي مجرد إشارة قد تدفع الإنسان للتحقق مما يعانيه من خلال الجمع بين العلاج الطبي، واللجوء إلى الله بالدعاء والرقية الشرعية. فالله سبحانه هو الشافي، والعلم هو الوسيلة التي وهبها لنا لفهم أجسادنا وأرواحنا.
قال الله تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" (الإسراء: 85)، تأكيدًا على محدودية علم الإنسان وضرورة التوازن بين الجانب الروحي والعلمي في التعامل مع مشكلاته.
تعليقات
إرسال تعليق