
بعد ۱۲ يومًا من المواجهات المباشرة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، تتّضح ملامح المعادلة الجديدة التي فرضتها طهران: إيران لم تخض حربًا فقط، بل قدّمت درسًا في السيادة، والردع، وصناعة الرأي العام.
نتائج الاستطلاعات، التقارير الميدانية، والمواقف الدولية جميعها تُجمع على أن الرابح الحقيقي في هذه المعركة كان إيران.
نتائج الاستطلاع العالمي: انتصار واضح في ميدان الرأي العام
نشر حساب World of Statistics المعروف بمصداقيته واستقلاليته، والذي يتابعه أكثر من ٤ ملايين مستخدم، استطلاعًا سأل فيه الجمهور العالمي: من انتصر في الحرب بين إسرائيل وإيران؟
شارك في الاستطلاع أكثر من ١٥٣ ألف شخص، وكانت النتيجة:
🔹 ۵۸٪ صوّتوا لصالح إيران
🔹 مقابل ۴۲٪ لصالح إسرائيل
هذه الأرقام، التي استقطبت أكثر من ۱.۳ مليون مشاهدة في ساعات قليلة، تعكس حجم التأييد الشعبي الدولي، ليس فقط لنتائج المعركة، بل للخطاب السياسي الإيراني وموقعه الأخلاقي في وجه آلة الحرب الغربية.
الخسائر الصهيونية: أرقام تعجز عن الإخفاء
في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة الإسرائيلية تقليل حجم الضربة، جاءت التقارير من داخل مؤسساتها الإعلامية لتؤكّد فشلها العسكري:
🔹 ۲۹ قتيلًا و٨٧٢ جريحًا في صفوف المدنيين والعسكريين الإسرائيليين نتيجة الضربات الصاروخية الإيرانية.
🔹 صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية أعلنت أن حجم الخسائر المادية تجاوز ٥ مليارات شيكل حتى الآن، في الممتلكات والمنشآت.
الضربات لم تكن عشوائية، بل دقيقة وذات طابع استراتيجي، ما أرغم إسرائيل على القبول بوقف إطلاق النار، كما أكدت صحيفة "رأي اليوم" العربية.
انكشاف هشاشة الردع الإسرائيلي
العدو الإسرائيلي لطالما بنى صورته على فكرة "الجيش الذي لا يُقهر"، القادر على الحسم خلال ساعات، لكن المواجهة الأخيرة مع إيران كشفت زيف هذه الصورة.
طهران لم تُخفِ هويتها، لم تُقاتل عبر وسطاء، بل دخلت المواجهة مباشرة وبشكل غير مسبوق، وأجبرت تل أبيب على التراجع.
في هذه الحرب، لم تكن "قوة الردع الإسرائيلية" سوى وهم. بينما أثبتت إيران أن لديها القدرة ليس فقط على الرد، بل على إدارة الحرب بأقل تكلفة، وبأقصى تأثير سياسي ونفسي.
الولايات المتحدة: غيابٌ لافت وارتباك داخلي
رغم أن إسرائيل تُعد الحليف الأول للولايات المتحدة، إلا أن واشنطن بدت عاجزة عن التدخل الفعّال.
🔹 الإعلام الأمريكي أشار إلى ضعف نتائج الهجوم الأمريكي على المنشآت الإيرانية.
🔹 الرئيس السابق دونالد ترامب هاجم الإعلام الأمريكي نفسه بسبب تشكيكه في جدوى تلك الهجمات.
هذا الانقسام والارتباك في واشنطن أرسل رسائل واضحة لحلفائها في المنطقة: حين تسقط القنابل، أمريكا تراقب من بعيد.
الحرب الإعلامية: انتصارٌ في الوعي الجماهيري
لم تقتصر المعركة على الميدان العسكري فقط، بل امتدت إلى ساحات الإعلام ووسائل التواصل.
إيران خاضت المعركة بشفافية وشجاعة، بينما التزمت إسرائيل الصمت والتضليل.
التفاعل الشعبي العالمي، خاصة من الدول العربية والإسلامية، أظهر تحوّلًا في المزاج الجماهيري، حيث بدأ كثيرون، حتى من خصوم إيران السابقين، بالاعتراف بمكانتها كقوة مستقلة ورافضة للهيمنة.
ماذا تعني هذه الحرب للعرب؟
ربما كانت المفاجأة الأهم في هذه الحرب، هي يقظة الوعي العربي.
كثير من المثقفين والمواطنين العرب بدأوا بمقارنة موقف إيران بمواقف بعض الحكومات العربية التي سارعت للتطبيع وقدّمت ثروات الأمة على طبق من ذهب لترامب وغيره.
صوت الشارع العربي يقول اليوم:
"إيران وقفت لوحدها، وحملت قضايا الأمة، بينما كنّا نحن نلهث خلف الغرب وابتساماته الكاذبة."
بداية معادلة جديدة في الشرق الأوسط**
الحرب الأخيرة لم تكن مجرّد ١٢ يومًا من تبادل النار، بل كانت إعادة رسم للخرائط السياسية والعسكرية والإعلامية في المنطقة.
إيران أثبتت أنها لم تعد فقط "قوة إقليمية"، بل أصبحت "مرجعية في السيادة والمقاومة والكرامة".
الكيان الصهيوني، الذي كان يُهدد ويتوعد، خرج من الحرب مرتبكًا، حائرًا، فاقدًا للمبادرة.
أما الشعوب، فهي التي فهمت الرسالة جيدًا: من يقاوم، يُحترم. ومن يُطبع، يُهان.
تعليقات
إرسال تعليق