القائمة الرئيسية

الصفحات

تهديدات ترامب ورفض مصر.. قوة الاقتصاد المصري في مواجهة الضغوط الأمريكية بقلم فرحات جنيدي

السيناريست والفنان فرحات جنيدي

 في ظل التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، والتي أثارت جدلاً واسعًا على المستوى الدولي، يبرز سؤال محوري: ماذا سيحدث لمصر في حال استمرار رفضها القاطع لهذه المقترحات؟ 


الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أكد مرارًا وتكرارًا أن قضية فلسطين هي القضية المركزية الأولى للشعب والجيش المصري، وأن مصر لن تقبل أبدًا بتهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.

 هذا الموقف الثابت ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لسياسة مصرية راسخة تجسدت في رفض كل الضغوط الدولية خلال العام ونصف الماضي لتنفيذ مثل هذه الخطوة. 

ولكن، ما هي الأدوات التي تملكها الولايات المتحدة لفرض إرادتها على مصر؟ 

وما هي التبعات الاقتصادية المحتملة لهذه الضغوط؟ وهل يمكن لمصر أن تصمد أمام هذه التهديدات كما صمدت في الماضي؟ 

الضغوط الأمريكية: وقف المساعدات والعقوبات الاقتصادية الولايات المتحدة تملك مجموعة من الأدوات التي يمكنها استخدامها ضد الدول التي تعارض سياستها، ومن بين هذه الأدوات وقف المساعدات العسكرية والاقتصادية، وفرض ضرائب على الواردات، وتطبيق عقوبات على البنوك ورجال الأعمال. 

هذه الإجراءات قد تبدو قوية، ولكنها ليست جديدة على مصر.

 فمصر، منذ نكسة 1967 وحتى انتصار أكتوبر العظيم في 1973، كانت في عداء مباشر مع الولايات المتحدة، ولم تخضع لأي ضغوط أمريكية سواء خلال حرب الاستنزاف أو أثناء الحرب نفسها أو بعدها. 

في تلك الفترة، كانت مصر تواجه تحديات اقتصادية هائلة المصانع توقفت عن العمل بسبب الهجمات الإسرائيلية، وقناة السويس كانت مغلقة، والسياحة شبه معدومة. 

ومع ذلك، اعتمدت مصر على إنتاجها المحلي، ونجحت في إدارة مواردها الاقتصادية بشكل فعّال. الزراعة والصناعة كانتا الركيزة الأساسية للاقتصاد المصري، واستطاعت البلاد أن توفر الأموال اللازمة لتسليح الجيش وتحقيق النصر في حرب أكتوبر.

 الاقتصاد المصري: قوة الصمود والتكيف اليوم، الاقتصاد المصري يختلف عن ذلك الذي كان في السبعينيات، ولكنه لا يزال يحمل في طياته نفس القدرة على الصمود والتكيف.

 مصر لديها موارد طبيعية وبشرية هائلة، وهي قادرة على الاعتماد على نفسها في حال توقفت المساعدات الخارجية. القطاع الزراعي في مصر لا يزال قويًا، ومصر هي واحدة من أكبر منتجي القمح والأرز في المنطقة.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاع الصناعة يشهد تطورًا ملحوظًا، خاصة في مجالات الطاقة والتصنيع. 

من ناحية أخرى، فإن مصر لديها شبكة علاقات اقتصادية مع دول أخرى خارج الولايات المتحدة، مثل الصين وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي. هذه العلاقات يمكن أن تعوّض أي خسائر ناتجة عن العقوبات الأمريكية. 

كما أن مصر لديها القدرة على تعزيز تجارتها مع الدول الأفريقية والعربية، مما يقلل من اعتمادها على السوق الأمريكي. 

القيادة المصرية والشعب: قوة لا تُقهر الرئيس السيسي، بموقفه الثابت من قضية فلسطين، يعكس إرادة الشعب المصري الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وجودية.

 الشعب المصري، بكل فئاته، يؤمن بأن فلسطين هي قضية عادلة، وأن تهجير الفلسطينيين ليس حلًا، بل هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والقانون الدولي. 

هذا الإيمان بالقضية، بالإضافة إلى التاريخ العريق للشعب المصري، يجعل من الصعب على أي ضغوط خارجية أن تُثني مصر عن موقفها. 

الفراعنة الجدد: قادرون على مواجهة التحديات مصر، بلد الفراعنة، هي من أطعمت العالم في عصر النبي يوسف عليه السلام، وهي التي بنت الحضارات وشيدت التاريخ.

 الشعب المصري قادر على مواجهة أي تحديات، سواء كانت اقتصادية أو سياسية.

 التهديدات الأمريكية، مهما كانت قوية، هي مجرد نقطة في بحر أمام إرادة الشعب المصري وقيادته. 

مصر لن تتراجع عن دعم القضية الفلسطينية، ولن تسمح لأي ضغوط خارجية أن تُضعف من عزيمتها. 

في النهاية، فإن التصريحات الأمريكية حول تهجير الفلسطينيين ليست سوى محاولة لفرض أجندة سياسية على المنطقة. 

ولكن مصر، بقيادتها وشعبها، أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها قادرة على الصمود في وجه أي ضغوط. الاقتصاد المصري، برغم التحديات، يمتلك القدرة على التكيف والنهوض. 

والشعب المصري، بكل ما يحمله من تاريخ وإرث، لن يقبل بأن تكون قضيته المركزية محل مساومة. مصر باقية، وقضية فلسطين باقية، ولن تنجح أي تهديدات في تغيير هذه الحقيقة.

تعليقات

التنقل السريع