![]() |
أ/ ايمان قنديل استشاري تربوي |
في الوقت اللي كلنا بنحاول نوفر لأولادنا تعليم أحسن، ونختار لهم طرق مختلفة تفتح ليهم أبواب المستقبل، فجأة بنلاقي قرارات بتنزل علينا كأنها مفروضة، ومن غير أي حساب لظروفنا ولا لأولادنا، وده اللي حصل بخصوص إدخال اللغة العربية والتاريخ كمقررات إلزامية في مدارس IG والدبلومة الأمريكية.
مشكلتنا مش مع اللغة العربية ولا مع التاريخ. بالعكس، إحنا بنعلم أولادنا عربي في البيت، وبنحكي لهم عن تاريخ بلدهم من قبل أي مدرسة. لكن إننا نلاقي نفسنا فجأة مطالبين نحمّلهم مواد جديدة، تؤثر على تقييمهم ومجموعهم، وهم أصلًا في نظام دراسي مختلف تمامًا، ده شيء غير مقبول.
واللي لازم الناس تعرفه إن مش كل الأسر اللي في المدارس دي أغنياء أو عايشين في رفاهية. في أسر اختارت التعليم ده بشق الأنفس، وبالتزامات مالية وضغوط نفسية ضخمة، لأنهم شايفين إن ده الطريق الوحيد لأولادهم إنهم يكونوا في نظام بيعلمهم يفكروا، يبدعوا، وينجحوا بطريقتهم. فيه أسر فقدت أحد الوالدين، وفيه اللي بيشتغل ليل ونهار عشان يدفع مصاريف المدرسة دي. ياريت نفهم إن ده مش “ترف”، ده اختيار عن وعي وتضحية.
اللي بيحصل دلوقتي من فرض مواد جديدة بدون تمهيد، وبدون مراعاة لطبيعة النظام ده، هو ببساطة تشويش وتعقيد، مش تطوير. طالب IG مش متعود يذاكر مواد محلية بالطريقة التقليدية، ولا مستعد يدخل امتحانات بلغة مختلفة عن كل اللي اتعلمه بيها. وإحنا كأهالي ما كناش جزء من القرار ده، ولا تم الرجوع لينا، ولا اتقال لينا من البداية إن هيحصل تغيير بالشكل ده.
وفوق كل ده، في كل دول العالم اللي فيها تعليم دولي، مفيش بلد بتجبر طالب أجنبي على دراسة تاريخها أو لغتها كجزء من التقييم الأساسي. فليه إحنا بس اللي بنصرّ نخلط كل نظامين في بعض لحد ما نضيّع الاثنين؟
إحنا بنرفض… بنرفض بوضوح وبهدوء وباحترام. مش عايزين حلول وسط، ولا طلبات بديلة. إحنا بس مش قابلين نكمّل في نظام بيتغير كل سنة، وبيفرض علينا حاجات عمرها ما كانت جزء من اختياراتنا ولا خطط أولادنا.
خلّوا التعليم واضح. خلّوا الاختيارات محترمة. وكفاية قرارات فوقية.
✍ #ولي_أمر_يرفض
#مش_كلنا_أغنياء
#التعليم_الدولي_مش_للتجربة
#ارحموا_ولادنا
تعليقات
إرسال تعليق